• الصين تقود تحسنا نسبيا في الطلب على الخام في الأسواق العالمية

    14/01/2015

    ​ مختصون: انتعاش قريب للأسعار لا يزال بعيدا
     الصين تقود تحسنا نسبيا في الطلب على الخام في الأسواق العالمية 

    منصة نفطية بجانب ميناء البصرة، وأقترب سعر خام برنت أمس من مستوى 45 دولارا. «إ.ب.أ»
     
     
     

    واصلت أسعار النفط الخام هبوطها في الأسواق العالمية وسط تأكيدات باستمرار حالة التخمة في المعروض وارتفاع المخزونات بينما صدرت تأكيدات جديدة من "أوبك" على الحفاظ على مستوى الإنتاج بهدف حماية الحصص السوقية.
    وسجل سعر خام سلة "أوبك" هبوطا جديدا حيث بلغ 43.55 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 45.19 دولار للبرميل في اليوم السابق.
    وقال التقرير اليومي لـ"أوبك" أمس إن سعر السلة الذي يضم 12 خاما للدول الأعضاء واصل نزيف الأسعار وإن السلة عادت إلى خسارة يومية تقارب دولارين.
    وكانت قد خسرت منذ بداية العام الجديد قرابة تسعة دولارات حيث سجلت في آخر تعاملات 2014 قيمة 52 دولارا للبرميل.
    وواصلت أسعار النفط خسائرها أمس ليتراجع خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتهما في نحو ست سنوات حيث طغت تخمة المعروض العالمي على بيانات صينية تظهر واردات قياسية مرتفعة للصين المستهلك الرئيسي للخام.
    وهوى السعران القياسيان 60 في المائة عن ذروة 2014 المسجلة في حزيران (يونيو) وتجاوزت الخسائر 36 في المائة في الأسابيع السبعة الأخيرة.
    وفى صباح أمس تراجع خام برنت تسليم شباط (فبراير) أكثر من 3 في المائة إلى 45.84 دولار للبرميل مسجلا أقل مستوى له منذ آذار (مارس) 2009.
    ونزل الخام الأمريكي إلى 44.90 دولار بعد أن انخفض إلى 44.86 دولار وهو أضعف سعر منذ ابريل نيسان 2009. وبحسب بورصة نيويورك التجارية، تمت تجارة العقود الآجلة للنفط الخام في شباط (فبراير) على 45.28 دولار للبرميل وانخفض بنسبة 1.71 في المائة.
    وتمت المتاجرة مسبقا على جلسة انخفاض 45.25 دولار للبرميل.
    وفي بورصة نايمكس، هبط سعر نفط برنت لشهر آذار (مارس) بنسبة 1.25 في المائة لتتم المتاجرة به على 47.88 دولار للبرميل، بينما فرق النقاط بين عقود نفط برنت والنفط الخام يقف عند 2.6 دولار للبرميل.
    ويقول رجل الأعمال الدكتور إبراهيم عزت لـ"الاقتصادية" إن القراءة الدولية لمستقبل سوق النفط أن الفجوة بين العرض والطلب ستستمر بعض الوقت وستؤدي إلى مزيد من انخفاض الأسعار.
    وأضاف عزت أن "أوبك" تتحرك بوعي شديد في السوق وبقراءة جيدة للمستقبل، وعكس هذا دعوة الإمارات المنتجين المستقلين إلى "التحلي بالعقلانية" والاقتداء بـ"أوبك" في التطلع إلى تنمية سوق النفط العالمية وأن تتواءم زيادة الإنتاج مع النمو.
    واستبعد العودة إلى مستوى أسعار ما قبل حزيران (يونيو) 2014 في ضوء ظروف الاقتصاد الدولي الراهنة وعلى رأسها دخول النفط الصخري بقوة إلى ساحة الإنتاج والانكماش الاقتصادي في عديد من الدول.
    من جهتها، قالت المحللة السنغافورية أمريتا إنج لـ"الاقتصادية" إن سوق النفط لم تستقر بعد ومرشحة لمزيد من التراجع في أسعار الخام نتيجة لوفرة المعروض في مقابل محدودية الطلب.
    وأكدت أهمية تسريع برامج النمو في دول الاستهلاك وعلى رأسها الدول الصناعية الكبرى من لتحفيز الطلب على التنامي بما يحقق التوازن مع المعروض النفطي.
    وذكرت أن تقارير اقتصادية تكشف عن اتجاهات إيجابية في الأسعار، ربما تكون مرتقبة خلال العام الجاري.
    وارتفعت واردات الصين من الخام إلى مستوى قياسي في كانون الأول (ديسمبر) لتتجاوز سبعة ملايين برميل يوميا للمرة الأولى، مع قيام ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم باستغلال تدني الأسعار لزيادة احتياطياته الاستراتيجية.
    وقال الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة لـ"الاقتصادية" إن الطاقة التقليدية وخام الشرق الأوسط سيظل عنصرا مؤثرا في خريطة الطاقة العالمية، لكن دون العودة إلى الأسعار المرتفعة التي كانت فاتورتها مرهقة لعديد من الدول.
    وأضاف أن المنافسة الحالية في الإنتاج والأسعار بشكل عام لمصلحة السوق بشرط ألا تتدخل في الأمر أي عوامل سياسية، وأن يتم التعاون والتنسيق بين كل الأطراف خاصة المنتجين.
    وحول ما يشاع عن تعمّد السعودية خفض الأسعار قال "هذا أمر غير منطقي لأن الانخفاض يؤثر سلبا في كل المنتجين وفي دول الخليج بشكل خاص".
    وأضاف "لكل أمر سلبي جوانب إيجابية، فلا شك أن انخفاض الأسعار سيقود إلى انسحاب المنتجين الدخلاء والضعفاء الذين لا يتحملون الأسعار المتدنية".
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية